عادة ما تنجذب المرأة الى الكلام المنمق الجميل لما له من أثر طيب في نفسها، فهي خلقت انثى رقيقة ومرهفة المشاعر، قد تجرحها كلمة مسيئة او عبارة قاسية، خاصة لو جاءت من اقرب الناس اليها. ولكلمات الزوج وقع خاص على الزوجة، فكلمة طيبة منه ترضيها وترفع من معنوياتها، بينما تحبطها الكلمة المسيئة ويثبط النقد السلبي من معنوياتها.
لكن أيضا تختلف ردود افعال كل امرأة عن اخرى، فهناك الواثقة من نفسها التي لا تبالي بما تسمعه، وأخرى يثير غضبها وتنفعل، وغيرها تجعل من هذا النقد دافعا قويا لاثبات نفسها. في هذه السطور سجلنا انطباعات بعض النساء عن العبارات التي يكرهن سماعها وتثير غضبهن وعن ردود افعالهن تجاهها.
تفقد مها أديب شهيتها لمدة 3 أيام على الأقل عندما يقال لها «شكلك متنانة حبتين» وتحبط نفسيا الى درجة كبيرة:
- عندما يحدثني احد عن وزني اشعر باهانة شخصية لان هذا الموضوع حساس جدا بالنسبة لي. أيضا تزعجني كثيرا عبارة «قصة شعرك مو حلوة ولا تناسب شكلك»، وأفسر كل نقد يتعلق بشكلي الخارجي يصدر عن سيدة بالغيرة مني، فالغيرة بين الجنس الناعم موجودة بصورة كبيرة، اما ان جاء الانتقاد من رجل فتسوّد الدنيا في عيني، خاصة ان كان زوجي صاحب هذه العبارات، فهو اهم شخص اهتم برأيه فيما يخص مظهري الخارجي.
أيضا وصف شخصيتي بصفة مذمومة غير موجودة فيّ يسبب لي الضيق النفسي، كاتهامي مثلا بعدم حفظ سر ما، او قول احدهم «لم نكن نتوقع منك هذا التصرف» وأنا لا علاقة لي بالموضوع من قريب أو بعيد.
تفان في العمل
أما خديجة الشمري فيثير غضبها كل ما يمس نجاحها وتفوقها في مجال عملها:
- اعشق عملي كمدرسة ومربية اجيال المستقبل، ولا اقبل الا بالجودة والاتقان العاليين فيما اقدمه، وعبارة «مو زين» من مسؤولي او مديري تسبب لي الاحباط والضيق النفسي لفترة من الوقت، لكنها تكون دافعا ومحفزا لاطور من شغلي وابذل قصارى جهدي، واكثف وقتي لاحصل على نتيجة مرضية لي ولرؤسائي بالعمل. ولحرصي على ان اكون الاولى والمتميزة دائما في مجالي، احاول اثبات قدراتي بنتيجة ممتازة عند طلب اي شخص مهمة مني.
اما عن تعليق «مو جميلة» الذي يشعرها بالضيق والحرج احيانا، خاصة ان كان امام الاخرين، فتفسره بالغيرة ان بدر من بنت مثلها، فالرجل الذوق يتحرج ان يقولها صريحة لاي امرأة يراها كذلك.
دبلوماسية في الحديث
حنان السلطان تعلمت الدبلوماسية في الحديث كونها موظفة في أحد المعاهد الدبلوماسية في الكويت، وتقول ان الانتقاد غير المهذب هو الاكثر ازعاجا لها:
- لا بد من ان نجمل الحقيقة بنقد بناء لتصل للطرف الآخر باسلوب مهذب لا يجرح مشاعره ولا يهين نفسيته، فقد يخسر المرء صداقات من حوله ان كان اسلوبه غير مقبول، ولا يوجد من يعيش من دون صداقات، فعلى الشخص ان يقتدي برسولنا الكريم بقوله «فليقل خيرا او ليصمت».
ثقتي بنفسي تجعلني لا اتضايق سريعا، واتقبل النقد إلى حد معين، لكن ان مس هذا الكلام عملي، كأن يقال لي «لم تشتغلي» واكون افنيت نفسي فيما طلب مني وعملت باقصى ما لدي وراضية عما قدمت نفسيا، اتضايق بشكل كبير، واعمل على تطوير امكاناتي اكثر، وان ضاق بي أفضفض مع اقرب الاشخاص الي.
هناك الكثيرون ممن ليس لديهم ما يسلي وقت فراغهم غير مضايقة الناس بقول كلام يستفزهم، وبالفعل يحاولون اثباط معنوياتي وانزعج من فعلهم.
يصفونني بالمتكبرة
تعودت وسمية السبت على وصف الناس لها في اول لقاء يجمعهم بها على انها «متكبرة» مما كان يغضبها كثيرا:
- كان بعض الناس يصفونني في أول لقاء بما ليس في، وبعد تحدثهم معي يعرفون اني شخصية اجتماعية ومتواضعة، وتنشأ بيننا صداقة لاحقا. في السابق كان وصف «متكبرة» يزعجني كثيرا لكنني أصبحت اضحك عندما أسمعه.
ولا احب أيضا قول اخي لي «ليش متعصبة!» عندما نتناقش في بعض الامور والمواضيع الجادة. اكون وقتها في قمة هدوئي لكني أتكلم بجدية نظرا لان الموضوع مهم ومصيري في بعض الاحيان ولا يحتمل المزاح، فأستفز وأتعصب فعلا من قوله هذا، لانه يخرجني عن محور الحديث الاساسي لنتكلم ان كنت عصبية ام لا!
ومن العبارات التي اسمعها في عملي وتسبب لي القهر الداخلي «انت ما تسوين شي» و«شنو انجزت!» ويكون الهدف من قول ذلك غيرة من الطرف الآخر ومحاولة لاحباطي، لكني اسكت وأتجاهل ما يقولون لانهم لا يستحقون الرد، فارضاء نفسي يكفيني.
زوجي وابنائي
معظم ما يقوله ابناء خالدة الابراهيم لها لا تحب ان تسمعه:
- تربية الابناء ليست بالمهمة السهلة ابدا، خصوصا ابناء الجيل الحالي، فالجرأة والتمرد يغلبان على طباع اغلبهم، واولادي منهم. يفعلون الخطأ وعند سؤالي عن الفاعل يكون الرد «ما ندري» او «مو انا»، هذه الاجابات تثير غضبي وتعصبني رغم شخصيتي الصبورة التي لا تميل للعصبية، وكذلك كلمة «نسيت» التي تكون ردهم الطبيعي والتلقائي بكل هدوء، عندما لا يفعلون شيئا أكون قد أكدت ونبهت أكثر من مرة أن عليهم فعله، فأحاول ان اتمالك اعصابي بترك المكان والذهاب للجلوس بمفردي لأهدأ ولأستعيد اعصابي.
ولزوجي نصيب من تلك العبارات مثل قوله «ما عندي خبر»، التي تأتي ردا منه على عملي لشيء ما كنت قد استأذته قبل فعله واجاب بالموافقة، وبعد ذلك يسألني عن السبب الذي جعلني أقوم به من دون أخذ رأيه وموافقته الى ان اصبح ابنائي يشهدون على موافقته، فالرجل دائما يوقع الغلط على المرأة التي تفسر كل تصرفاتها بالخطأ.
اسئلة محرجة
كثيرة هي العبارات التي لا تحب ان تسمعها زينب تقي ومنها «سنك صغيرة.. لماذا لم تتزوجي الى الآن!»، و«خشمك يبيله شوية» أي تحسين شكله بعملية تجميلية، فيكون ردها الفوري عليهم بقول «ان شاء الله سأفكر»، لكنها تستطرد قائلة:
- من داخلي اكون في قمة غيظي عندما يعلق أحد ما على شكلي، حيث ان الامر لا يعنيه، ولن يزيد او ينقص من الأمر شيئا فلماذا هذه الملاحظات؟
وكذلك يزعجني قول «شكلك متنانة»، فاجيب «حاولت عمل دايت لكن دون جدوى»، او استفسار البعض عن العمر والوزن، والجديد «كم مقاس حذائك؟»، لا اعرف لماذا هذه الاسئلة المحرجة التي تصدمني عند سماعها خصوصا إن طرحت امام الناس؟
وأحاول عادة ان أتمالك اعصابي بالرد باجابات مقنعة لا يظهر ضيقي منها، وان صدرت تلك العبارات من رجل اشعر باحباط كبير. ولكني مع الوقت تعلمت كيفية التعامل مع زوجي بقولي له الصفة ذاتها التي وصفني بها ليشعر بمدى الأثر السلبي على النفسية الذي يتركه الكلام غير المنمق.
انت كبرت
وتؤكد نورة المطيري على ان المرأة رقيقة المشاعر تنجرح سريعا وتقول:
- نقابل في حياتنا من لا يتقنون اتيكيت الحديث مع الانثى ولا يعرفون الا التفوه بالكلام الجارح الذي يؤثر في نفسيتها، خصوصا ان لمس هذا الكلام جمالها وانوثتها، وبخاصة أيضا اذا تعدت سن الاربعين وبدأت علامات كبر السن تظهر عليها، فكثيرا ما اسمع «وايد في تجاعيد تحت عينك.. وايد كبرتي» وقول «مو مناسبك هذا اللبس الشبابي انت كبرتي»، وتكون تلك الملابس قديمة وارتديتها أكثر من مرة. ويحمر وجهي خجلا ومن شدة الخجل اسكت ولا استطيع الرد، واحاول بعد ذلك التركيز على الظهور بشكل يرضيهم حتى لا اسمع كلاما يضايقني. وايضا يزعجني قول زوجي «شعرك أبيض» واكون قد تركت صبغة الشعر لمدة اسبوع فقط، فأنا اهتم بالاعتناء بنفسي وبالتزين لزوجي، واستعجب لماذا ترك كل شيء جميل في ولاحظ اني اهملت نفسي في هذا الاسبوع فقط!
وأنا أحرص على الذهاب لصالون التجميل وعيادات التجميل بصورة مستمرة لعمل البوتوكس وقصات شعر مختلفة بصبغات لونية متجددة لأظهر بأبهى صوري
قد تهمك المواضيع التالية :
فقرة عن الكاتب
قسم :
0 التعليقات:
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets